قصة قصيرة للاستاذعبد الله بندادة ، الاستاذ المتمرد على مكتبه وادواته . الادوات ، التي ظلت تشده امام تدفق الالهام ، الذي انفجر غضبا ، على اديم اليومي المعتاد .
الاستاذ عبد الله بندادة ، الاستاذ المتوهج في كتاباته ونقده ، يستقرئ براءة الزمن الخالي ، بين الوجدان وتابوهات الواقع ، وانسياب ثقافة البادية ، في صيغة الطبيعة ، البسيطة ، والمنزعجة بوطآت لا تدرك خطواتها ، حيث لا يبقى امامها الا وجد اسري حميمي ، ينكمش على ذاته مزهوا بحضن لا يقارن .
يطلق العنان لمخيال ، يجوب مطلق فضاء ، يتفاعل مع الكلمة السلسة ، الواخزة في دقتها ، والتي تنساب بهدوء واريحية ، تحت وخزة القلم ، الذي يطاوع صاحبه ، ببعد الدلالة ومرونته ومطاطيته. فالاستاذ عبد الله ، متاثرا بوظيفته ، يهندس رسوما تتدفق مسترسلة ، لمعاني تتحدد في انصهار، بين رؤية طفولة واطلالة على حركية الاخر الكبير . حيث لا يتحدد الحدث المتلون ، الا عبره ، كمؤسس تلقائي ، حاضر ضمن ثقافة التفاعل بين الاجيال . بين الذات ونفسها ، بين الحاضر والافق . بين البراءة ، والخوف وضرورة حضور الاخر المثير، لاستفهامات وتساؤلات.
يحضر ايضا وبقوة اخر ، اخر ظل يرافق الكاتب ، ويمسكه بيده ، كحامي ، كثقة وكوجدان حميمي ،يعطي دلالة الحياة ويبسطها امام الطفل العاجز، السائل والباحث ، عن من يبدد له صعوبة الاحداث والمواقع ، بعناق بين - انساني.
هنا تواجد الكاتب ، وكانه يجمع شتاته بين مكونات الماضي التليد ، وحاضر يطل باصرارعلى نفسه وفسيفساء فضاءاته . ليعيد بساطة الخطوات انذاك ، بين ثقافة الاضرحة، جمالية الطبيعة الخام ، ووخرات الاخر، المتلون ، الذي قد يحضر باشكال وانماط ، مشكلة في ادواره...
امام هذا التنوع الدلالي ، الذي صنع كينونة خاصة ، كان البطل ، صنيعة لها.
يؤكد الكاتب على هذا التفاعل ، بانه ، امام غناه وثراه ، فهو لا يقوى على الابتعاد او الاستغناء عن حنين ، يحضر له دوما ، حنينه الى حضن الحاضن ...
يستمتع القارئ ، لا محالة وهو يتابع سبك هذا النسيج الدلالي ، لكنه يستلزم حذر الكلمات التي قد تنفلت من عقال صاحبها ، حتى لا يسجل حالة الشرود الصعبة .
الاستاذ عبد الله ، اقول لك : ليس من السهل ان نمتلكك ، لانه كلما حاولنا الاقتراب من مكنوناتك ، الا ووجدنا مزلاجا لا يتم فتحه بسهولة .
لكن عنادنا ، واصرارنا ، جعل كل شيء يهون ، امام محاولة امتلاكك ، والنفاذ الى ما وراء سطوحك البهية. . .
فيا لروعة يراعك الذي امتعنا .
- منقول صفحة فايسبوك عبدالله بندادة ، 2016.04.17